تحليل القوى التنافسية الخمسة - نموذج بورتر
في هذا المقال سوف نتطرق إلى إحدى الطرق العلمية المتبعة في التحليل الاستراتيجي والمستخدمة لتحليل وتقييم مدى جاذبية قطاع ما للاستثمار هذا النموذج أو التحليل يستخدم كطريقة منطقية ومنهجية منظمة من قبل شركات الوساطة المالية
لتقييم استثمار الأموال في قطاع معين وتعطي نظرة واقعية للمستثمر هل يقدم على وضع أمواله واستثمارها وضخها في هذا القطاع ام لا. طبعا سنشرح هذا النموذج بمثال تطبيقي وهو مثال افتراضي أرجو أن لا يعتبر كتوصية حقيقية للاستثمار أو تركه هو مثال تعليمي فقط.
نبدأ بالمثال شخص يملك سيولة و يريد فتح بنك في السعودية ماذا يعمل؟
الحل يقوم باستخدام "نموذج بورتر" وذلك لتحديد وتقييم مدى جاذبية القطاع البنكي لهذا الاستثمار وهل فتح البنك مجدي أم لا؟ وذلك من خلال تحليل القطاع البنكي من خلال خمسة خطوات ذكرها بورتر:
1- حدة المنافسة:
يبدا المحلل هنا بالتفكير في هذا القطاع و هل المنافسة شديدة فيه أما لا.
وبنظرة خاطفة للقطاع البنكي في السعودية نرى أن هناك منافسة شديدة فيما بينهم حيث أن البنوك تتسابق لوضع الحد الادنى من هوامش الفائدة على القروض وبتقديم البطاقات الائتمانية المجانية بدون رسوم ولمدى الحياة.
كما أن البنوك تتسابق فيما بينها لفتح الفروع وتقديم المميزات للموظفين وذلك للاستمرار عندهم , ولكن من جانب أخر فهذه المنافسة مرتكزة على المدن الكبيرة فقط وتخلو المدن والقرى الصغيرة من هذه المنافسة حيث هناك طلب شديد على الخدمات البنكية في المدن الصغيرة .
ولديهم رؤوس أموال لا بأس بها من التجارة والزراعة الموجودة لديهم.
ويستمر المحلل بالتفكير المنطقي ومناقشة نفسه وإطلاق العنان مع حصرها في جانب شدة المنافسة ليخلص في النهاية إلى نتيجة بناء على هذا التحليل.
وفي النهاية يختم هذه النقطة بملخص لنظرته حول هذه النقطة حيث من الممكن أن يقول أن درجة المنافسة الحالية في القطاع البنكي تعتبر متوسطة إلى شديدة بناء على ماسبق ذكره من معطيات.
2- التهديد من دخول منافسين جدد:
هنا المحلل ينظر إلى كيفية دخول المنافسين والذي هم هنا البنوك الجديدة حيث يقوم بتحليل طريقة دخول المنافس الجديد لهذا المجال والذي نرى أن الدخول لهذا القطاع ليس بالأمر السهل ويحتاج إلى راس مال كبير جدا،
وخبرة واسعة كما أن المنافس الجديد لو دخل يحتاج إلى دعاية كبيرة لإقناع الناس بالتعامل معه ويستمر المحلل بالتفسير والتحليل من كل الجوانب المتعلقة بدخول هذا اللاعب الجديد.
وفي النهاية ننتهي بنتيجة مفادها مثلاً أن تهديد دخول منافسين جدد قليل جدا ومنخفض.
3- تهديد المنتجات البديلة
يقوم المحلل هنا بحصر البدائل في القطاع البنكي وهي لن تخرج مثلا عن بديلين :
- التعامل بالكاش والنقد
- البنوك المنافسة والتي تتميز فيما بينها بعدة نقاط:
- التعامل مع العميل
- الموقع القريب وكثرة الفروع
- العروض المخفضة على القروض والبطاقات الائتمانية
ويسرد المحلل النقاط التي تتمايز البنوك فيما بينها ومن ثم يقوم بتحليل كل نقطة. فالنقطة الأولى وهي التعامل بالكاش يعتبر تهديده ضعيف جدا إلى معدوم حيث أن المنشآت والمنظمات ملزمة بتحويل الرواتب عن طريق البنوك كما أن تسديد الخدمات المختلفة يحتاج إلى حساب بنكي للتعامل معها.
أما بالنسبة للنقاط التنافسية بين البنوك فيما بينها فيسرد المحلل نظرته بشكل تفصيلي كما يتضح بالأسفل:
- التعامل مع العميل: يعتبر عامل مهم وهي ميزة تؤثر بشكل كبير على اختيار البنك وتركه خصوصا لأصحاب رؤوس المال الكبيرة والذي يريدون التعامل المميز والخدمة السريعة
- أما الموقع القريب يعتبر في المدن الكبيرة عامل غير مؤثر وذلك نظرا لانتشار الفروع في كل مكان وكذلك لعدم الحاجة للذهاب للبنك بشكل كثيف.
- أما العروض المخفضة على القروض والبطاقات الائتمانية فتعتبر جاذبة ولكنها ليست مؤثرة حيث أن الشروط الحالية من قبل مؤسسة النقد تلزم بعدم اشتراط تحويل الراتب للخدمات البنكية.
لذا وبناء على ماسبق نرى أن أثر البدائل يعتبر متوسط إلى عالي نظرا لكون فتح الفروع والانتشار واقناع العميل يعتبر أمر يحتاج إلى وقت طويل.
4- القوة التفاوضية للموردين
هنا يرى المحلل ماهي نقاط القوى لدى المورد ولنفترض هنا أن المورد هم الوكالات الخاصة بالتوظيف لدى البنوك سواء موظفين علاقات أو محاسبين أو حتى في مبرمجين ومختصي تقنية .
ومن نظرة إلى السوق نرى أن الكفاءات في الجانب المالي والمحاسبي قليلة, كما ان هذا القطاع يحتاج إلى توظيف عدد كبير من الموظفين ولكن بالنظر إلى واقع الخريجين الحالي وكذلك قصر مدة التدريب لإخراجهم مؤهلين للسوق البنكي.
لذا نرى أن القوة التفاوضية للموردين هنا منخفضة إلى متوسطة.
5- القوة التفاوضية للمشترين
المشترين هنا هم عملاء البنك سواء الأفراد أو الشركات أو حتى الوزارات والمنظمات الحكومية. والتي يتضح أنها عالية حيث ان غضب عميل قد يؤدي إلى سحب مدخراته مما قد يضع البنك في ورطة مالية.
لذا فنظرة المحلل هنا أن القوة التفاوضية للمشترين عالية جداً
بعد هذا التحليل لهذه القوى الخمسة :
- حدة المنافسة:
- التهديد من دخول منافسين جدد:
- تهديد المنتجات البديلة
- القوة التفاوضية للموردين
- القوة التفاوضية للمشترين
يخلص المحلل بنتيجة نهائية لهذا التحليل , وبناء على تطبيق تحليل القوى الخمسة لبورتر على القطاع البنكي أنه غير جاذب للاستثمار لما ذكرنا من نقاط



تعليقات
إرسال تعليق